الجمعة، يونيو 7

لم يكن نضجنا يشبه

لم يكن نضجنا يشبه نضج الاخرين لقد كبرنا قبل اواننا رأينا أشياء فاقت قدرتنا على إستيعابها لم يكن نضوج قلوبنا صعبا بما يكفي لنكبر فجأة على صوت النيران و القذائف ، قفزنا سريعا من مرحلة الطفولة إلى سن العشرين ، عشنا نحمل حقيقة العالم طوال أعمارنا الأرض تتعبنا ، فلنا فيها قبور أصدقاء وأحبة ، ولا نعرف لهم سبيلا.. مليء أنت يا وطني بوجع الذكريات كم تمنينا أن نعيش شبابنا، وجنوننا ، أن نشعر بوجودنا وإنسانيتنا كنا نريد أن نتسلق جسد الحياة بأحلامنا يا أقدارنا الصعبة من الإنتظار

انتظرنا الحياة ولكنها لم تأت ، انتظرنا السعادة ولم تأت ، انتظرنا الحب ولم يأت 

كل شيء إنتظرناه أودعناه في قائمة القادمين وحده الموت يأتينا كل حين ليخطف أرواح أحبتنا

حزينون نحن عليك يا وطن حزينون ونعلم أن الحزن لن يعيد الراحلين

لا يخيط أشلاءهم لندفنهم كاملين

إستطاعوا هدم كل المساجد

إستطاعوا هدم كل المساجد ، لكنهم عجزوا عن هدم الإسلام

نشهدك ياالله أن هذا القطاع صامد وسيبقى صامد ، لو هدموا كل ما فيه، وقتلوا كل ساكنيه سيخرج طفل من تحت الركام يصيح : أنا قادم أنا قادم

الطفل الذي يموت

الطفل الذي يموت الان في الخيمة ، المرأة ، الرجل ، العائلة بأكملها ، كلهم تركوا بيوتهم لينجوا في المنطقة الامنة لم يقتلوا بالصواريخ فحسب ، لقد قتلوا بالخذلان والخيبة

هي محاولة الحلم الأخيرة العودة الأخيرة العيون المفقوءة التي لم نجدها في الج.. ث.. ث ، الأذرع المبتورة  ، قطعت الحواجز لتحتضن الغرف والممرات ، هي محاولة العودة الأخيرة إلى ديارهم كل الأشلاء قفزت من الخيمة وعادت ، لكنها لم تجد الديار